كفى توظيفاً في الخطاب السياسي

عاجل

الفئة

shadow
*✍🏼 منجد شريف*

ما أسفرت عنه حادثة إختطاف منسق  حزب القوات اللبنانية في جبيل المغدور باسكال سليمان،يشي بالكثير من الخطورة لجهة الذهنية عند البعض من اللبنانيين في مثل تلك القضايا.

فالحادثة التي هزت الضمير الإنساني كما شبيهاتها من الجرائم المماثلة،أدخلها البعض في وحول السياسة اللبنانية،من أجل توظيفها في الخطاب السياسي،غير عابئين بمشاعر أهل الضحية و كل المتضامنين معهم من مختلف الأطياف اللبنانية،و عوض عن أن تكون تلك الفاجعة محل إجماع وطني في إدانتها و العمل على تفادي شبيهاتها في المستقبل،عاشت البلاد جو من التوتر الطائفي بعدما ذهبت ظنون البعض بأصابع الاتهام إلى طائفة معينة،فضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتحليلات المغرضة و التصاريح النارية،و التهديد و الوعيد،وكأنه لا ينقص البلاد ما هي عليه من إنهيار في الآقتصاد و في انعكاسه على الأمن،و على كل مؤسسات الدولة.

بتنا نعيش في دوامة من القلق في أمننا و على غدنا،و خاصة ما يواجهه كل منا في حياته اليومية من هموم و مسؤوليات في كل متطلبات حياته .

لقد استعر الكلام الطائفي و بلغ مبلغاً خطيراً،بعدما استهدف جهة بعينها، مستبقين التحقيقات و نتائجها،علماً أن معالم الجريمة قد إتضحت بسرعة قصوى و بانت كل خيوطها و حيثياتها،و يسجل هذا الإنجاز لمخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع الأمن الوطني السوري،و قد قبض عل الجناة،بين سوريا و لبنان و هم من التابعية السورية،و استجوبوا  و اعترفوا بجريمتهم الشنعاء و إقتيدوا إلى السجن،و  هم الآن في قبضة القضاء اللبناني من أجل محاكمتهم فيما إقترفوه بحق المغدور.
و السؤال الذي يطرح نفسه:
 إلى متى سنبقى منقسمين على أنفسنا و في كل قضايانا؟!! 

إلى متى ستبقى الطائفية مستعرة في الأنفس و غبارها يحجب الرؤية عن الحقيقة في كل قضية ذات أهمية على الصعيد الوطني؟!!! 

أسئلة كثيرة تدور في خلد كل مواطن حر و شريف،لأنه ليس من الصحي أن تصبح أي حادثة قطوع أو فخاً قد يودي بالبلاد إلى حافة الفوضى،أو الاقتتال الداخلي.

كأن البعض لم يتعلم من دروس الماضي،و  يريد بنا العودة إلى تلك الحقبة ظناً أنها الجو المؤاتي لتنفيذ مآرب سياسية قد عفى عليها الزمان،متمثلة بالفدرلة و التقسيم،و كأن مساحة هذا الوطن و توزيعه الديموغرافي يتسع لتلك الأحلام المستحيلة،مخطيء من يظن أن باستطاعته أن يأخذ لبنان إلى الحروب الأهلية مجدداً،من أجل التقسيم،فلبنان أكبر من يبلع و أصغر من أن يقسم،و هو لكل أبنائه،و فاجعة جبيل بالمغدور باسكال سليمان،هي فاجعة كل لبنان،و مدانة من كل أبناء الوطن،و المطالبة بالإقتصاص من الجناة محل إجماع وطني دون أي شك،فكفى نفخاً بنار الطائفية و لنتحلى لمرة واحدة بروح المحبة و التضامن في كل قضايانا الوطنية،فوطننا لم يعد يحتمل المزيد من التشرذم و الاختلاف،فرأفة بالوطن و بالمواطن.

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة